معاصرون في التسامح : الشيخ أحمد كفتارو
معاصرون في التسامح : الشيخ أحمد كفتارو
رؤية الشيخ أحمد كفتارو للتسامح بين الأديان:
يُعتبر التسامح بين الأديان من أهم القيم الإنسانية التي دعا إليها الشيخ أحمد كفتارو طوال حياته. وقد كان للشيخ كفتارو دور بارز في تعزيز فكرة التعايش السلمي والحوار بين الأديان، حيث رأى أن الفهم المتبادل بين الناس، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم، هو السبيل لبناء مجتمعات متماسكة ومزدهرة.
- التسامح في رؤية الشيخ أحمد كفتارو:
كان الشيخ أحمد كفتارو يؤمن بأن التسامح هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه العلاقات بين البشر. وقد عكس هذا الإيمان في أقواله وأعماله، حيث دعا مراراً وتكراراً إلى تعزيز الحوار بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى. وقد عبّر عن هذه الفكرة بقوله:
“التسامح هو روح الأديان، وبغيره لا يمكن أن تقوم أي حضارة إنسانية.”
الشيخ أحمد كفتارو أكد في العديد من المناسبات على أن الإسلام نفسه يدعو إلى التسامح مع الآخرين، وأن هذا التسامح هو جزء لا يتجزأ من التعاليم الإسلامية. واستشهد دائماً بالآية القرآنية:
“لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ“ (سورة الكافرون: 6)
كما كان يكرر قوله بأن الاختلاف هو جزء من التنوع البشري الذي أراده الله، وأن الناس ينبغي أن يتعلموا احترام هذا الاختلاف باعتباره سنة من سنن الحياة. وفي إحدى محاضراته، قال الشيخ كفتارو:
“الله خلق البشر مختلفين في ألوانهم وألسنتهم وأديانهم، وهذا الاختلاف هو سبب التنوع الذي يثري الحياة الإنسانية. علينا أن نتعلم كيف نعيش هذا الاختلاف في سلام واحترام.”
- الحوار بين الأديان في منهج الشيخ كفتارو:
كان الشيخ أحمد كفتارو مدافعاً قوياً عن الحوار بين الأديان كوسيلة لتحقيق التفاهم والتعايش السلمي. ودعا إلى أن يكون الحوار مبنياً على الاحترام المتبادل والتفاهم. في إحدى خطاباته، قال:
“الحوار بين الأديان ليس مجرد نقاش فكري، بل هو طريق لتأكيد القيم المشتركة التي تجمع بين الأديان السماوية، مثل العدل، الرحمة، والمحبة.”
واستشهد الشيخ كفتارو كثيراً بمبادئ الإسلام التي تؤكد على ضرورة احترام حقوق الآخرين، بغض النظر عن دينهم أو معتقداتهم. وأشار إلى قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
“من آذى ذمياً فقد آذاني“.
هذا الحديث الشريف كان من الأدلة القوية التي استخدمها الشيخ كفتارو لتأكيد أن الإسلام يدعو إلى احترام حقوق غير المسلمين في المجتمع الإسلامي.
- أمثلة عملية للتسامح في حياة الشيخ كفتارو:
لم يكن التسامح بالنسبة للشيخ كفتارو مجرد أقوال، بل كان جزءاً لا يتجزأ من ممارساته اليومية. فقد شارك في العديد من المؤتمرات العالمية التي هدفت إلى تعزيز الحوار بين الأديان، وكان له دور كبير في التقريب بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى. وكان يؤمن بأن مثل هذه اللقاءات تسهم في بناء عالم أكثر سلاماً.
في إحدى خطبه قال الشيخ أحمد كفتارو:
“إن بناء جسور التفاهم بين الأديان هو أفضل وسيلة لمواجهة التطرف والعنف. فلا يمكن لأي دين أن يدعو إلى الكراهية أو العنف ضد الآخر.”
- أدلة قرآنية وأحاديث حول التسامح:
إلى جانب ما ذكره الشيخ كفتارو من أقوال وتوجهات حول التسامح، كان يستشهد دائماً بالقرآن الكريم والسنة النبوية كدليل على دعوة الإسلام للتسامح. ومن أبرز الأدلة التي كان يستخدمها:
- الآية القرآنية: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ“ (سورة النحل: 125)
- هذه الآية تؤكد على أن الدعوة للإسلام يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا يوضح أن التعامل مع غير المسلمين يجب أن يكون بلطف واحترام.
- حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله“.
- هذا الحديث يؤكد على أن جميع البشر هم في رعاية الله، وبالتالي يجب على المسلمين أن يكونوا نفعاً للآخرين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية.
- تسامح الأديان: طريق نحو مستقبل أفضل
رأى الشيخ أحمد كفتارو أن التسامح بين الأديان ليس فقط ضرورة دينية، بل أيضاً وسيلة لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة. كان يعتقد أن المجتمعات المتعددة الثقافات والدينية يمكن أن تكون أكثر ازدهاراً إذا ما استطاعت تجاوز الخلافات والتركيز على ما يوحدها. في هذا السياق، قال الشيخ:
“إذا تعلمنا أن نحترم بعضنا البعض ونعيش في سلام، سنتمكن من بناء عالم أفضل لأبنائنا وأحفادنا.”
- خاتمة:
لقد كانت رسالة التسامح والحوار بين الأديان جزءاً أساسياً من فلسفة الشيخ أحمد كفتارو. من خلال أقواله وأفعاله، دعا إلى تبني التسامح كنهج حياة، مؤكداً أن السلام والتفاهم بين الأديان هو السبيل الوحيد لمواجهة التطرف والعنف.
تشكل هذه الرؤية مصدر إلهام لمجتمعات اليوم، حيث تتزايد الحاجة إلى تعزيز التسامح والتفاهم في ظل التحديات العالمية المعاصرة.